وفاة الفقيه العلامة الأستاذ محمد رياض
--------------------------------------------------------------------------------
بعيون دامعة وقلوب يملِؤها الأسى والحزن ودعت دكالة أحد أبنائها البررة المخلصين،إنه الدكتور والفقيه العلامة الأستاذ محمد رياض،الذي ووري جثمانه الثرى يوم أمس الثلاثاء 21 غشت بمنطقة لمعاشات وذلك بعد مرض ألم به في المدة الأخيرة،حيث وافته المنية بأحد مصحات مدينة الجديدة،وتنفيذا لوصيته فقد تم دفنه بمسقط رأسه،حيث رافق موكبه الجنائزي المهيب جمع غفير من زملائه وتلاميذه وذلك بالإضافة إلى أفراد عائلته وأصهاره ومعارفه.
اشتغل الدكتور محمد رياض قيد حياته أستاذا جامعيا بكلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش،حيث عرف لدى طلبة هذه الكلية بتدريسه لمادتي الأحوال الشخصية والمواريث لأكثر من ثلاث عقود،كما اشتهر الفقيد بعلمه الغزير و أبحاثه المعمقة في المجالات ذات الصلة بالفقه الإسلامي وأعلامه المتميزين،حيث ألف العديد من الكتب نذكر منها على سبيل المثال:
1ـ أصول الفتوى و القضاء في الفقه المالكي.
2ـ أحكام المواريث بين النظر الفقهي والتطبيق العلمي.
3ـ الشريعة الإسلامية كمال في الدين وتمام للنعمة.
4ـ أصول الأخلاق الإسلامية.
5ـالتعسف في استعمال الحق على ضوء المذهب المالكي والقانون المغربي.
6ـ دليل الثقافة الإسلامية.
7ـ شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي وجهوده في العلم والإصلاح و الوطنية.
8ـ شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي في رحاب مراكش الفيحاء.
برحيل الأستاذ محمد رياض تفقد الجامعة المغربية ومعها مؤسسات ومحافل البحث العلمي في أصول الفقه الإسلامي المالكي قطبا من أقطابها الأجلاء الذين أغنوا المكتبة الإسلامية والعربية بعلمهم الغزير وتفانيهم في خدمة الدين الحنيف وقيمه السمحاء.
برحيله أيضا تفقد الجديدة ومنطقة دكالة علما من أعلامها البارزين وقامة شامخة من قاماتها المتميزة التي شكلت على الدوام مبعث فخر و اعتزاز لأبناء الإقليم،فالفقيد وبالإضافة إلى غزارة علمه واجتهاداته المتفردة كان مضرب الأمثال في دماثة الخلق وحسن المعاملة والتفاني في أداء الواجب المهني.
حسه الإنساني الرفيع وطيبوبته،وكذا تواضعه وبساطته جعلت منه إنسانا محبوبا لدى كل الذين عرفوه أو عايشوه أو أتيحت لهم فرصة التعرف إليه،لقد كان الملجأ والملاذ لكل أبناء الإقليم الذين تابعوا دراستهم بجامعة القاضي عياض،حيث كان رحمه لايتردد في تقديم الدعم والمساعدة لكل من يلجأ إليه،فلم يحدث قط أن تأفف أو استاء من كثرة الطلبة المترددين على منزله،لقد كان نعم الأستاذ العطوف ونعم الموجه الصادق الأمين.
وفاة هذا الأستاذ الكبير هي بحق خسارة كبرى للبحث العلمي الرصين،فرغم العدد المهم من المؤلفات التي سبق له أن أصدرها في السنوات الأخيرة،فلن نبالغ إذا قلنا أنه كان في بداية عطاءاته،فالجميع يعترف بأن الفقيد كان في أوج عطائه الفكري،ولو أمهله القدر قليلا لأعطى الشيء الكثير و أغنى المكتبة الإسلامية والتاريخية بغزارة إنتاجاته المتألقة.
الأستاذ محمد رياض الذي توفي عن سن 64 سنة أب لثلاثة أبناء،أحدهم يشتغل في سلك القضاء بعد أن حصل على شهادة الدكتوراه والثاني مندوب لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،أما ابنته فهي ربة بيت متزوجة وتستقر حاليا بمدينة الجديدة.
ختاما لايسعنا بهذه المناسبة الأليمة إلا أن نتقدم بأصدق التعازي إلى والدته وأبنائه وإلى جميع أصهاره وأفراد أسرته،راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر الجميل وأن يسكن الفقيد فسيح جناته وإنا لله و إنا إليه راجعون.