منتديات الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش تخصص الدراسات الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جسر للتواصل بين الأساتذة المتدربين تخصص الدراسات الإسلامية ثانوي تأهيلي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نرحب بجميع الأساتذة المتدربين في منتداهم هذا ونهيب بهم المشاركة الفعالة، والتواصل البناء، حتى نكون أنموذجا حقيقيا للأجيال اللاحقة... مع تحياتنا
بريدنا الإلكتروني لمن يريد الاستفسار والتواصل:chahid.kh@gmail.com 
لقد تم تفعيل الأعضاء الذين وجدوا مشاكل في تفعيل حساباتهم... نحيطكم علما أننا سنقوم بتفعيل تسجيل الأعضاء على رأس كل 24 ساعة... مع التحية
لقد تم إطلاق خدمة الدردشة الفورية حتة يتمكن الأساتذة المتدربون من التواصل الفوري بينهم وبين طاقم التدريس.





























دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» استراتيجيات جعل المتعلم أكثر مشاركة في عملية التدريس
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالخميس أكتوبر 13, 2022 3:08 pm من طرف Ahmedsadek

» استعمال الزمن لأسبوع ما بعد تحمل المسؤولية
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالإثنين مايو 20, 2013 9:15 am من طرف زبير بنخي

» استعمال الزمن لأسبوع ما بعد تحمل المسؤولية
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالإثنين مايو 20, 2013 9:11 am من طرف زبير بنخي

» ضبط النظام داخل القسم
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالثلاثاء مايو 14, 2013 12:43 pm من طرف yasserovich

» دروس الإرث أولى باك (فيديو)
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالأحد مارس 31, 2013 1:30 pm من طرف مدير المنتدى

» الوضعية المشكلة
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالسبت مارس 16, 2013 12:13 pm من طرف الحسين شكور

» النادي الأدبي بمراكش
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالأحد مارس 03, 2013 4:33 pm من طرف زبير بنخي

» استعمال الزمن للفوجين الول والثاني تربية إسلامية لتاريخ 04 فبراير 2013 ميلادية
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالأحد فبراير 03, 2013 7:07 pm من طرف زبير بنخي

» استعمال الزمن للفوجين الول والثاني تربية إسلامية لتاريخ 04 فبراير 2013 ميلادية
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالأحد فبراير 03, 2013 7:06 pm من طرف زبير بنخي

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 80 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 80 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 473 بتاريخ الإثنين أغسطس 26, 2013 1:35 pm





الحسن الثاني وجرأته بخصوص
 إصلاح التعليم المدرسي



موقف يحسد عليه


معاناة المدرسين بالعالم القروي


القمل في المدارس المغربية


الوفا ومراكز التكوين



الوفا والحلقة


الوفا والكلام الساقط









احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 103 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Ahmedsadek فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 478 مساهمة في هذا المنتدى في 275 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
زبير بنخي
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
الحسين شكور
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
مدير المنتدى
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
طارق شفيق
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
محمد نحوا
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
جمال دلام
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
أحمد بوكار
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
faiz
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
حسن أيت عبلا
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 
شهيد خليل
الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10الخطاب العالمي في القرءان الكريم Bg-bod10 

 

 الخطاب العالمي في القرءان الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصالح




عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 17/10/2012

الخطاب العالمي في القرءان الكريم Empty
مُساهمةموضوع: الخطاب العالمي في القرءان الكريم   الخطاب العالمي في القرءان الكريم Emptyالأحد أكتوبر 21, 2012 1:40 pm

الخطاب العالمي في القرآن الكريم
السمات ومنهج الإبلاغ
للدكتور محمد جميل مبارك
جامعة القرويين كلية الشريعة/أكادير
مقدمة:
تتطلع البشرية اليوم بلهفة إلى من ينقذها من شفا الحفرة التي كانت عليها. وتبليغ وتفعيل الخطاب القرآني هما الكفيلان بإنقاذها من الهاوية التي تنقصها من أطرافها بابتلائها يوما عن يوم. ولن تنجو الأمة الإسلامية نفسها من تلك الهاوية إذا لم تقم بواجبها تجاه نفسها وتجاه غيرها وواجبها هو: إبلاغ الخطاب القرآني بعد تفعيله في حياتها.
فالخطاب القرآني يحتاج إلى مفتاح ذي سِنَّيْن:
إحداهما: تفعيله في حياة الأمة.
وأخراهما: إبلاغه إلى سائر البشر.
فإذا كان للمفتاح هاتان السنان ثم أدير على الوجه المطلوب، فسيفتح كل الأبواب ليدخل إليها هذا الخطاب القرآني الذي أنزل ليدخل إلى كل الأبواب في كل الأزمان وفي كل الأركان.
إن العالم البشري في حاجة إلى قيادة رشيدة، وهذه الأمة هي المرشحة لهذه القيادة إن فطنت لها، لأنها تملك مقومات القيادة الرشيدة التي يوفرها لها الخطاب القرآني.
وهذا البحث يعنى بإبراز سمات الخطاب القرآني العالمي التي تجعله صالحا لكل البيئات ولكل العقول، ولكل الأجناس، وإبراز تلك السمات مدعاة لانجذاب المخاطبين في العالم نحو القرآن الكريم إذا أبلغ بمنهج سليم.
كما يعنى هذا البحث بوضع ملامح لمنهج صالح لإبلاغ الخطاب القرآني، والهدف من هذين الأمرين هو: تفعيل الخطاب القرآني ليكون له الأثر الفعال في نفوس الناس، والإسراع بالعودة بهم إلى حظيرة الإيمان برسالة الإسلام العالمية.

I- سمات الخطاب العالمي في القرآن الكريم

من يتأمل الخطاب القرآني يجد فيه سمات تدفع ذوي البصائر من العالمين للاستجابة له إذا تركت له حرية الاستجابة، وأبرز هذه السمات:
1- سمة التحرير: ولعل أعظم سمة من سمات الخطاب القرآني هي سمة التحرير، ولذلك شغل هذا التحرير الجزء الأكبر من تاريخ دعوة الإسلام، فالعهد المكي كله يعالج قضية تحرير الإنسان، مما يجعل سمة التحرير أبرز سماته:
إنها سمة التحرير من كل سلطان على النفوس والأفراد والجماعات والمؤسسات إلا سلطانا واحدا.
إنها سمة تحرير الإنسان من نفسه بأهوائها ونزعاتها ونزواتها.
إنها سمة تحرير الإنسان من الإنسان بطغيانه وجبروته واستبداده.
والتاريخ البشري مليء بأمثلة لاستعباد المستبدين والطغاة للبشر، وتسخيرهم لرغباتهم وشهواتهم التي لا تعرف حدودا، وهذا الاستعباد ما زال موجودا إلى يوم الناس هذا، وإن اختلفت أشكاله وتعددت مظاهره، فهناك كثير من الأنظمة الدولية والمؤسسات المالية والمؤسسات الإعلامية تستعبد قواعد عريضة من البشر رجالا ونساء مثقفين وغير مثقفين، فتخدر عقولهم إما بالشهوات وإما بالشبهات، وإما بالإرهاب.
وقلما يصل إلى أذن أحد من هؤلاء المستعبدين المستذلين هذا الخطاب القرآني حتى يأتي إليه مذعنا؛ إذ يرى فيه تحريرا له من معاناته ومحنته.
وينتج عن هذا التحرير أمران متلازمان:
أحدهما: انجذابهم نحو الإسلام، وثانيهما: التحول الجذري في حياتهم بما ينسجم وسمة التحرير هذه.
وفي القرآن الكريم إشارات إلى هذا التحرير في مثل قوله تعالى: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ. وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(آل عمران:79-80).
ويلاحظ أن النص القرآني قرن بين العبودية للبشر وبين الربانية، فكانت الربانية تحريرا من العبودية للبشر.
إنها أيضا سمة تحرير العقل من الخرافة ومن كل ما يعطله عن الوصول إلى الحقائق دون حجاب، وما الآيات الداعية إلى التفكر والتعقل إلا مظهرا من مظاهر تحرير العقل من مثل قوله تعالى: أفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ(الأنعام:50) أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ(الأنعام:80) أفَلاَ تَعْقِلُونَ(البقرة:44).
إنها سمة تحرير الناس من الاعتزاز بالعرق أو بالجنسية أو بالقومية، أو بغيرها مما يعتز به المعتزون، إذ الاعتزاز بذلك وحده استعباد واستذلال للبشر يكون ظاهرا أحيانا ويكون خفيا أحيانا أخرى.
ويحرر الخطاب القرآني الناس من كل ذلك حتى لا يبقى عليهم سلطان إلا سلطانا واحدا هو سلطان الله، ولا يعتزوا بشيء إلا بعبوديتهم لله.
ولا غرو إذن في أن يقضي النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في ترسيخ جذور هذا التحرير في قلوب الناس.
وبهذه السمة يتحول كل مخاطب بهذا القرآن الكريم بعد أن يهتدي بهديه: »حرا كريما في نفسه، عبدا خالصا لربه وإلهه، يوجه قواه العقلية والبدنية إلى تكميل نفسه وجنسه« .
والمسلمون الأوائل أدركوا هذه السمة إدراكا عميقا حين كانوا يشعرون بأنهم أحرار، وبأن كل الناس يجب ألا يحال بينهم وبين حريتهم، ومن الأدلة على قوة ذلك الشعور عندهم الكلمة المأثورة عن عمر رضي الله عنه: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار )، والكلمة التي قالها ربعي بن عامر لقائد جيوش الفرس: (إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده...)
2- سمة التوحيد: وهذه السمة فرع عن السمة قبلها، وهي أهم مظاهر التحرير على الإطلاق، إذ معناها: تحرير الإنسان من كل شوائب الشرك والوثنية، والقضاء على عبودية إنسان لإنسان، وعلى عبودية شعب لشعب، والخطاب القرآني يُحل محل هذه العبودية، العبودية والحاكمية لله وحده.
ولذلك كانت عناية الخطاب القرآني بغرس عقيدة التوحيد في القلوب قبل عنايته بجانب التشريع العملي والتنظيم الحياتي؛ إذ التوحيد بمنزلة جذور الشجرة ( شجرة الدين ) والتشريعات العملية بمنزلة الفروع والثمرة، والشجرة لا تبلغ فروعها السماء، ولا تؤتي ثمارها إلا إذا كان أصلها ثابتا في الأرض، وبقدر ما تضرب جذور الشجرة في أعماق الأرض تشمخ فروعها في عنان السماء، وإذا تحرر الأصل تحرر الفرع تبعا له .
والملاحظ أن أغلب النداءات المصدرة إلى الناس في القرآن الكريم وعددها ثمانية عشر نداء وتحمل خطابات عالمية كان موضوعها دعوة الناس للتحرر والتوحيد كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:21)، وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(النساء:180)، وقوله: ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِيناً. فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (النساء:174-175)، وقوله: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(الأعراف:158) وقوله: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ(يونس:104-106)، وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(لقمان:33).
وكذا أغلب النداءات المصدرة إلى بني آدم، وعددها خمسة .
3- سمة الوحدة ( وحدة البشرية ) فالخطاب القرآني يؤكد أن البشر كلهم من أصل واحد لا يتفاضلون من حيث هذا الأصل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ(النساء:1).
4- سمة المساواة: وهي سمة لازمة عن سمة الوحدة، فإذا كانت البشرية مشتركة في وحدة الأصل فإن الذي يلزم عن هذه الوحدة المساواة بين كل فروع هذا الأصل ولسمة المساواة مظاهر متعددة أهمها:
- المساواة في القيمة الإنسانية من حيث الأصل كما قررها قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(الحجرات:13).
- المساواة في صلاحية توجه الدعوة إليهم: فكل الناس سواسية في كونهم صالحين لتوجه الدعوة إليهم كما في قوله تعالى: أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ(يونس:2)، وقوله سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(إبراهيم:1) إلخ.
- المساواة في حظ العدالة في الحكم كما في قوله تعالى: وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ(النساء:58)، وقوله سبحانه: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا(النساء:105)، وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(المائدة:8).
- المساواة في عدالة الله، كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(يونس:44)، وقوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ(182(آل عمران:182)، وقوله سبحانه: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(النساء:123).
- المساواة في المعاملة: فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ(الأعراف:85) وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ(المطففين:1-2).
5- سمة التوازن: وتتجلى هذه السمة في المواءمة بين الروح والمادة، وبين الدنيا والآخرة، وبين العلم والدين، بعد أن كانت تتراءى خارج الخطاب القرآني متناقضات لا يؤخذ ببعضها إلا برفض بعضها الآخر.
ويتجلى هذا التوازن في مثل قوله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الأخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا(القصص:77).
وبهذه السمات التي ذكرت، وبغيرهامما لم أذكر أحدث القرآن الكريم بخطابه العالمي ثورة في البشرية كلها، فيه انقلبت الأوضاع، وتغيرت الطبائع فكان كل من استجاب لهذا الخطاب القرآني يحدث فيه انقلاب وتغير وثورة في معتقداته، وفي أخلاقه، وفي عقله، وفي عاطفته، وفي كل شؤون حياته.
ومن الأدلة التاريخية القاطعة على إحداث الخطاب القرآني لهذه الثورة البشرية، أن الناس – عربا وغيرهم – كانت لهم قبل ورود الخطاب القرآني وقبل الاستجابة له معتقدات وأفكار وعواطف وأخلاق، ثم تحولت معتقداتهم وأخلاقهم وأفكارهم وعواطفهم تحولا كاملا، ولا يمكن أن يفسر ذلك التحول تفسيرا مقبولا إلا بكونه ثمرة لهذا الخطاب القرآني العالمي، ولبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له قولا وعملا وخلقا.
وهذا من خصائص الأسلوب »الذي نزل به القرآن فقلب طباع الكهول والشبان وأخلاقهم وتقاليدهم وعاداتهم وحولها إلى ضدها علما وعملا بما لم يعهد له نظير في البشر، فكان القرآن آية خارقة للمعهود من سنن الاجتماع البشري في تأثيره بالتبع لكونه آية معجزة للبشر في لغته وأسلوبه« .
وتصاحب هذه السمات سمة عامة, وهي سمة جاذبية الخطاب القرآني بأسلوبه ومضمونه، وقد تجلت هذه السمة أكثر في جانبها الأسلوبي – في هؤلاء الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم وأساليبهم في الخطاب. وقد سجلت السيرة تلك الكلمة التي نطق بها الوليد بن المغيرة حين استمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو عليه بدايات سورة "فصلت".. ولولا المكابرة والضغوط التي تعرض لها الوليد لاستجاب لتلك الجاذبية التي تعرضت لها نفسه وعقله وعاطفته، لكنه اضطرب بين الاستجابة لتلك الجاذبية وبين الاستجابة للضغوط وهو ما أشار إليه قوله تعالى: إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ)(المدثر:18-23).
وهذه الجاذبية هي التي تجذب المشركين للاستماع إلى القرآن الكريم حين يتلوه رسول الله صلى الله عليه وسلم،حتى إن صناديد الكفر كانوا من شدة خوفهم من انجذاب الناس نحو الخطاب القرآني،و ينهون عن الاستماع إلى القرآن حين يتلى، وينصحون بالتشغيب على من يقرؤه كما قال تعالى: وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ(فصلت:26) ومنعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه من تلاوة القرآن في مسجده الذي اتخذه بفناء داره؛ درءا لافتتان نسائهم وأطفالهم بتلاوته.
وكان أهم شروط صلح الحديبية – سنة: ست من الهجرة - السماح للمؤمنين بمخالطة المشركين، وكانت هذه المخالطة سببا لاستماع أولئك للخطاب القرآني أولا، وفي دخولهم في دين الله أفواجا ثانيا »فكان انتشار الإسلام في أربع سنين بالسلم والأمان أضعاف انتشاره في ست عشر سنة من أول الإسلام « .

منهج إبلاغ الخطاب القرآني العالمي

لا جرم أن المسلمين عامة، ودعاتهم وعلماءهم ومفكريهم خاصة يتحملون أمانة إبلاغ الخطاب القرآني للعالمين وبذلك يمتازون عن غيرهم؛ فالأمم السابقة كانت مكلفة باستقامتها لله في ذاتها لا غير كما يتضح في قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(البينة:5) أما هذه الأمة المسلمة فمكلفة بما كلفت به الأمم السابقة وزيادة، وهذه الزيادة هي تكليفها بهداية البشرية والشهادة عليها كما يتضح في قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (البقرة:143) .
وعلى الأمة حين تريد إبلاغ الخطاب القرآني العالمي واجبان عظيمان تتكون من مضمونهما بعض ملامح منهج سليم لإبلاغه:
الواجب الأول: فهم الخطاب القرآني فهما كليا شاملا مستندا إلى إيمان عميق بأن القرآن الكريم قادر على أن يغطي حركة الكون كله بجميع أزمنته وأمكنته، وفهم القرآن بهذا الشمول يعني فهم رسالة الإسلام كلها، وهذا الفهم هو المطلوب وإن كان عزيزا‍!
ويتفرع عن هذا الواجب العظيم واجبات أخرى أهمها:
1- إبلاغ الخطاب القرآني بنظرته الشمولية للكون والحياة والإنسان، بعيدا عن النظرة التجزيئية؛ فإذا كان الخطاب القرآني يحمل رؤية شمولية، فلا يجوز لمبلغه أن يبعضه ليقدم جزءا منه ويترك أجزاءه. وهذا الواجب لا يتنافى مع قضية التدرج في الخطاب القرآني، فالجهتان منفكتان، فتقديم النظرة الشمولية التي في الخطاب القرآني يعني أن يبلغ المخاطب مضامينه المترابطة مجموعة غير مجزأة، ثم عند التنفيذ يمكن أن يتدرج المخاطب من جانب إلى جانب حتى يستوفي كل جوانب الخطاب القرآني.
وتقديم الخطاب القرآني بنظرته الشمولية يفيد الإنسانَ من ثلاث جهات:
الأولى: إدراك المقاصد المتكاملة للخطاب القرآني من توحيد وعبادة وأخلاق وأحكام.
الثانية: الخلاص والتخليص من الوقوع في الإيمان ببعض الخطاب القرآني والكفر ببعض.
الثالثة: إزاحة غشاوة الشبه عن أعين الذين يقدم إليهم الخطاب حين يطرحون ما عندهم من شبه حول الإسلام؛ فلا يمكن إزاحة غشاوة الشبه في قضية تعدد الزوجات ( مثلا ) إذا لم تفهم في إطارها الكلي العام، أو في قضية التفاوت في الإرث بين الذكر والأنثى إذا لم توضع في إطارها العام، بل لا بد من النظر إلى الخطاب القرآني على أنه: »منظومة متكاملة تتماسك أجزاؤها وتتفاعل فيما بينها لتشكل وحدة عضوية متحركة حيوية لا تجعل من الممكن أن يفهم أي جزء على حدة، وإنما ضمن وضعه في الإطار العام أو من خلال علاقته بالوحدة الكلية أي بالأجزاء الأخرى مجتمعة وفي آن واحد « .
وهذه النظرة الشمولية للخطاب القرآني يجب أن تشمل كل الأحكام وكل العلاجات التي يقدمها لمشاكل الحياة؛ فإذا أراد مبلغ الخطاب القرآني أن يبرز للمخاطبين منهج الإسلام في محاربة السرقة من خلال قوله تعالى مثلا: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا(المائدة:38)، فيجب عليه أن يرصد المشكلة من جميع جوانبها التي عالجها بها القرآن، ولا يقتصر على تقديم الآية التي تنص على الحد وحدها، بل يجب أن يقدم كل الحلول التي عالج بها القرآن هذه المشكلة الاجتماعية، من تحسين أحوال المعيشة للأفراد، ومن تربية الفرد وتكوينه خلقيا، وإيقاظ حس التقوى في الضمير، إلى قطع اليد بوصفه آخر الحلول .
الواجب الثاني من الواجبين العظيمين: إتقان أساليب هداية البشر بالخطاب القرآني؛ فالواجب الأول فهم للمضمون، والواجب الثاني فهم للأسلوب المؤثر في الواقع البشري الذي يراد توجيه الخطاب القرآني إليه؛ فهما إذن واجبان بمنزلة منهجين: منهج للفهم، ومنهج للتوصيل والإبلاغ والتعدية؛ وإن فصلت قلت: هي ثلاثة مناهج: منهج فهم، ومنهج عمل، ومنهج تعدية.
ويتفرع عن هذا الواجب العظيم كسابقه واجبات أخرى أهمها:
1- فهم واقع العالم المخاطب: فالذي يتعامل مع القرآن الكريم أو يبلغ خطابه إلى العالم لا بد له من فهمين، فهم للخطاب القرآني نفسه، وفهم لواقع العالم الذي يقدم إليه ذلك الخطاب.
وقد عد الشيخ رشيد رضا من الأمور التي تتحقق بها المرتبة العليا في التفسير: »العلم بوجه هداية البشر كلهم بالقرآن، فيجب على المفسر القائم بهذا الفرض الكفائي أن يعلم ما كان عليه الناس في عصر النبوة من العرب وغيرهم …« .
فإذا أريد فهم الواقع العالمي المعاصر فأول ما يجب إدراكه لتحقيق هذا الفهم هو هذا التغيير الذي ما فتئ يلاحق عالمنا اليوم بوتيرة أسرع مما كان عليه الأمر من قبل، ومن ثم يجب وضع هذا التغيير السريع في الحساب حين إبلاغ الخطاب القرآني إلى العالم المعاصر بقومياته، وجنسياته، وعوائده وفلسفاته، فلا بد له من عمق تلك القوميات، وأحوال تلك الجنسيات، ومرجعيات تلك العوائد، فالعالم الغربي له مكونات: فتحلل تلك المكونات تحليلا دقيقا من أجل فهم خصائص تفكيره وفهم نظرته للدين، وفهم الفلسفة التي يقيم عليها حياته المادية.
وما ذلك بالأمر السهل، ولا بالأمر الذي يترشح له فرد واحد، بل هو عمل المؤسسات والهيئات المكلفة بإبلاغ الخطاب القرآني للناس كافة.
2- تقديم الأول فالأول في إبلاغ الخطاب: فيلس بمطلوب طلبا لازما أن يقدم الإسلام للعالم جملة واحدة، بل يقدم الأساس أولا وهو أساس الإيمان: الإيمان بالخالق سبحانه إيمانا صحيحا سالما من كل شوائب الشرك، ثم الإيمان بالرسول الخاتم وبرسالتهصلى الله عليه وسلم، ثم الإيمان بالآخرة، ثم الأحكام العملية من عبادات ومعاملات وأخلاق، ثم نظام حكم.
وبهذا المنهج في الإبلاغ يبني العالم المخاطب تصوراته بناء متناسقا مكونا من أسس ثم أعمدة، ثم سقف.
وقد أعطانا النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا للتبليغ في وصيته لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى أهل اليمن وقال له:»إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب« .
وهذه الوصية النبوية مأخوذة من منهج القرآن الكريم نفسه، فقد فرضت فيه الفرائض بأسلوب تدريجي، وفهم بعض العلماء من هذا الأسلوب: »أن الأحكام كما نزلت بطريقة تدريجية فإن التدرج فيها مطلوب بعد نزولها أيضا، وترتيب ضروراتها هو دائما قائم على ترتيب نزولها« .
3- دلالة حال مبلِّغ الخطاب على مضمون الخطاب؛ فقد تكون الحالة التي يكون عليها مبلِّغ الخطاب أقوى تأثيرا في نفوس المخاطبين من الخطاب نفسه! حين يرون تأثير الخطاب في غيرهم فيخضعون له؛ رغبة في انتقال ذلك الأثر- الذي عاينوه – إليهم. أما إذا كانت حالة مبلِّغ الخطاب تنبئ عن القطيعة بينه وبين الخطاب فلن يكون للخطاب ذلك التأثير المنتظر.
وعلاقة الأمة اليوم بالخطاب القرآني علاقة لا تسر، وهو ما جعل الراغبين في التعامل مع الخطاب القرآني من غير المسلمين يتجاوزونه ليتعاملوا مع الخطاب مباشرة أو بواسطة وسطاء غير مأمونين، لما يرون في المسلمين من عكس الصفة التي حلّى الله بها عباد الرحمن في التعامل مع آياته، وذلك في قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا(الفرقان:73).
فلا بد أن يظهر أثر الخطاب القرآني في نفوس من يتكفلون بإبلاغه، نعم قد يكون المبلغ إليه الخطاب أرقى حالا وأعظم سعادة بالخطاب من مبلغه كما في الحديث الصحيح: (فَرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، ورُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى من هو أفْقَهُ منه!) . لكن أفعل التفضيل يدل على المشاركة فلا بد من ظهور الأثر وإن كان يختلف في بعض الحالات من مبلغه إلى المبلغ.
والناس مولعون برواية "النموذج"، فالذي يبلغ الخطاب ينتظر منه تقديم نموذجين: نموذج عام يتمثل في الأمة وما صنع فيها الخطاب القرآني، ونموذج خاص يتمثل في المباشر لإبلاغ الخطاب، والمخاطبون في كثير من الأحيان لا يرضون عن النموذجين كليهما، فيكون عدم الرضا حاجزا منيعا بينهم وبين الخطاب القرآني العالمي، ومن ثم لا بد من الاهتمام بهذا الواجب؛ لأن مما يبلغه المخاطب الخطاب القرآني يصنع النموذج في النفوس وفي المجتمعات، وفي الأمم، وفي الحضارات،فلا أقل من أن يكون مبلغ الخطاب في مستوى ذلك الخطاب، وأن يكون ثمرة لبناء الخطاب القرآني للإنسان. وإلا كان كمن قال الله فيهم: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ(البقرة:44).
4- المؤاخاة بين المتقابلات، بالمزج بين خطاب العقل وخطاب العاطفة، والمزج بين الترغيب والترهيب، والتوجيه والتخويف، وتغليب أحدهما على الآخر كلما اقتضت نفسيات المخاطبين ذلك.
ــــــــــــــانتهى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخطاب العالمي في القرءان الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأساتذة المتدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش تخصص الدراسات الإسلامية :: قسم الفسحة والترفيه :: منتدى الرأي وتبادل الأفكار-
انتقل الى: