(قال الحسين: سألت أبي عن سيرة الني صلى الله عليه وسلم في جلسائه؟ فقال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مشاح.
يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه.
قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه.
وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيبه، ولايطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه.
وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم.
يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول:
" إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه".
ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أوقيام".) مختصر الشمائل المحمدية ص 24_ 25 _26.