تعجبني في بعض الأحيان أفكار بعض الكتاب والعلماء والمفكرين، فتحدثني نفسي بنقلها دون تلخيص أو تعليق، ولكن سلطان العقل يجبرني على عدم مماشاة النفس الميالة إلى الخمول والكسل في هواها، وإنني أعجب لأمر بعض الظراف الذين درسنا معهم وتناقشنا واختلفنا في أشياء واتفقنا على أخرى كيف استحكمت فيهم عادة النقل الذي يشير إلى أنهم يفكرون بالنيابة أي بشكل تقليداني.
أتأسف كثيرا لحالهم لأنهم في نظري ما استفادوا من مسارهم الدراسي، آثروا الحفظ والنقل (الرواية) وتخلوا عن الفهم ومحموداته (الدراية)؛ فمن محمودات الدراية الاستقلالية الفكرية، والشجاعة القولية، والمسؤولية الأخلاقية و..
ومن طبعي أنني لا أصدر حكما فكريا إلا بعد لأي تأملي، توصلت إلى أن الذات التي كانت حبيسة الانتماء الحركي (الحركات الإسلامية) فكرا وتربية تركن بسهولة إلى التقليد، وتشعر بالراحة والأمان وهي تجتر أفكار الشيوخ والقادة داخل السرب الحركي، وتجد صعوبة في إيجاد فرجة انفلات من قبضة التقليد المستحكم فيها.
لازلت أذكر كيف كنت أستفز أناسا من هذا الصنف أخلاقا وفكرا، والهدف عندي كان نبيلا وينحصر في جعل مثل هؤلاء الظراف يعودون النفس على مساءلة العادة غير المحكمة، هذا الفعل من قبلنا أتى أكله مع زمرة صاحبناها ورعيناها زمنا غير يسير باستفزازاتنا الفكرية، وكم نسر اليوم حين نراها متوازنة في فكرها ومعتدلة في سلوكها، ولكن للأسف لم نستطع أن نخرج أناس كانوا يكبروننا سنا وبسطة في الجسم من قوقعة التقليد الحركي،و هم الآن ينقلون فكر الآخرين والحالة هذه أن في مقدورهم جعل الأنامل تتسلى بمعانقة القلم، وجعل العقل يغلي ويفور.
نذكر.... فهل من متذكر؟؟؟