قد يكون الظلم أشنع وأشيع وأمر من صاحبه. لذلك ذكره الله تعالى في كتابه أكثر من ثلثمائة مرة. مصرفا القول فيه. محذرا منه غاية التحذير. لأن الفساد قد يحقق شهوة أو لذة لصاحبه. قاصرة عليه كالزنى والخمر والغناء الماجن. لكن الظلم يكون متعديا للغير. مرير الوقع. فادح الأثر لذلك قيل بحق:" العدل يعمر، والظلم يدمر"، و" الملك يبقى مع الشرك، ولا يبقى مع الظلم"!. وقد عده الله تعالى أظهر الأسباب لتدمير الأمم والشعوب والدول، كما قال تعالى:( ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ). ( فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) .( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون). ( فأخذهم الطوفان وهم ظالمون). فكان الظلم هو أبرز سبب لإهلاك قوم نوح عليه السلام بعد هذه القرون المتطاولة من الدعوة. والتكذيب. وكانت البشرية في مطلع حياتها لا تزال قريبة من الفطرة. فانظر كيف دمرها الظلم والبغي والطغيان؟! ثم كيف ابتلعهم الطوفان؟! وما هو من أخذ الظالمين ببعيد في كل مكان وزمان!!...