كان ينظر إلي بعينين أتعبتهما السنون، وحجبت رؤيتهما تجاعيد البؤس، لم يخطر ببالي شيء اسمه العطف، فلقد علمتني أنانية مجتمع الحداثة أن أهتم بنفسي ولنفسي.
كان الشيخ المنهك يقرأ في قسمات وجهي سجل شبابه. أوحت إلي تربة صلعته بأنه كان يتمتع بشعرمجعد طويل، ويتمتع بصدر عريض ذي عضلات بارزة....
ابتسم.. فابتسمت دون أن أدري السبب، وبعد هنيهة لوح بسبابته فاقتربت ودنوت، صافحني بحرارة مرتبا على كتفي ثم قال: يابني اعتن بمظهرك وبصحتك هاته، وإياك أن تتهاون في ذلك. ربما لا تعرفني أو ربما تعرف عني فقط أنني حثالة مزبلة التاريخ الآن بعدما تنكر إلي بنو جلدتي...
اغرورقت عيني بدمع منهمر وبخاصة بعدما رأيت الدمع يجري داخل تجاعيد الشيخ فغالبت
نفسي وحملتها على حسن الاستماع
فأنا يابني بطل المغرب ... مثلت بلدي ورفعت رايته وسمعته، وكان اسمي يذكر كثيرا ويجري في أحاديث العامة والخاصة، ولكن اليوم وبعدما تقوس الظهر واحدودب، وذهبت قوتي صرت نكرة بين أهلي، أندب حالي وأرثي ضياع ماضي، والأدهى ضياع حبي الذي فضلت عليه حب الوطن ...
هذه حكاية وطني باقتضاب... نترك الحل للقراء الكرام