بدا أن محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أفرط في شرب كؤوس الشاي «المنعنع» بـ«فضاءات» الصخيرات على هامش أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال المنعقد لانتخاب الأمين العام الجديد وأعضاء اللجنة التنفيذية، فعاث «نشاطا» في شرح مقاربته الفريدة لإصلاح منظومة التربية والتكوين.
فجأة، تذكر الوزير، الذي تحرر من بذلته الرسمية وربطة العنق، أنه ينتمي إلى مدينة البهجة وساحة جامع الفنا، لذلك لم يتردد في تنظيم «حلقة» صغيرة وسط قصر المؤتمرات، وجمع حوله عددا من المنتسبين إلى قطاع التعليم ونقابيين، وشرع في إلقاء دروس مختصرة ومفيدة عن كيف يمكن أن تكون وزيرا في خمسة أيام دون معلم... حتى.
بدأ منسوب «النشاط» في الصعود بسؤال عفوي من مناضلة استقلالية من وجدة عن مذكرة الوزير حول تقنين الزمن المدرسي وبعض إكراهات الدخول المدرسي، قبل أن «يتدفق» الوزير في وجه الجميع، ضمنهم ممثلو النقابات الأكثر تمثيلية الذين وصفهم بالنفاق والاختباء وراء قضايا واهية، مثل الاكتظاظ والإطعام المدرسي والبنيات التحتية من أجل طلب خفي، هو عدم تطبيق المذكرة الوزارية.
وفي لحظة «اشتعال» غير مبرمجة (الله يحسن العون)، انتفض الوزير في وجه المناضلة، مؤكدا أن القضايا نفسها لو طرحت من طرف نائب، أو مدير أكاديمية لكان جزاؤه العزل الفوري، «أو الله ما يبقى فيها دقيقة واحدة»، على حد التعبير الظريف للوزير.
حمم الوزير لم تصل، فحسب، إلى النقابات والنواب ومديري الأكاديميات وعمال الأقاليم والكاتب العام للوزارة الذي ناداه بصفته، بصيغة تحمل الكثير من الاستهجان لموظف سام، بل وصلت إلى البيت الأبيض، حين «نقز» الوفا على الرئيس باراك أوباما، قادحا في والده بطريقة تخلو من ذرة لباقة من مسؤول حكومي في حكومة مسؤولة.
الوزير، الذي بدا مرتاحا بتجاوز إعصار حميد شباط وضمن منصبه في حكومة بنكيران، نسي نفسه واشتدت به نوبة نشاط حادة، وهو يطلق ضحكات مجلجلة، واصفا الموظفات الإداريات بالمؤسسات التعليمية بصديقات المديرين، أو «المدير وصاحبتو»، في إشارة إلى مدير مؤسسة ثانوية بوجدة، مهددا النائب بأوخم العواقب، أمام الملأ، على ما وصفه بالتسيب.
غيض من فيض من «قفشات» وزير جعل من التعليم أضحوكة وحول قضاياه الحيوية إلى مواضيع للتنكيت وأطره إلى عمال «موسميين» في ضيعته، باسم «أنا جلاخة... لي كاينة كنقولها».
عن جريدة الصباح
عن فضاء التربية و التكوين